“اكذب ثم اكذب حتى يَعْلَقَ شيء في ذهن الجماهير”.. إستراتيجية هشام جيراندو لاستلاب العقول والنيل من مؤسسات ومسؤولي المغرب (فيديو ساخر)

على عهد هتلر، ضمت الحكومة الألمانية النازي يوزف غوبلز، كويز للدعاية الألمانية. اشتهر الرجل بدهائه في السيطرة على العقول، وله العديد من النظريات التي نجح من خلالها في استلاب عقول المواطنين في تلك الفترة، ومن ضمنها، ما يطلق عليه “نظرية التأطير”، والتي أصبحت فيما بعد وسيلة مهمة لتمرير السياسات الكبرى.
ولعل من أهم سمات هذه النظرية هي ارتكازها على تحريك عدد محصور من المعلومات في قوالب متعددة، بحيث تعطي انطباع للمتلقي أن له كامل الحرية في اختيار القناعات أو التوجهات التي يريدها، والواقع مخالف تماما لما تبدو عليه الأمور، فالمتلقي يتعرض لعملية استلاب العقل وتصبح خياراته محدودة ضمن ما يعرض عليه، والعملية برمتها تكتيك نفسي يوجه اختيارات الآخرين وفق أهواء من يمارسون هذه النظرية.
هشام جيراندو، الوافد الجديد على عوالم المعارضة الالكترونية، يطبق هو الآخر وبمعية كوكبة من أمثاله، نظرية التأطير لبسط سيطرته على عقول رواد منصات التواصل الاجتماعي ممن يسبحون صباح مساء في الشبكة العنكبوتية الضخمة والمترامية الأطراف والمعلومات. يُطل علينا على مدار الأسبوع، بمعدل فيديو أو اثنين وما تيسر من التدوينات المنشورة على منصة الفايسبوك على أبعد تقدير، حتى يتسنى له معالجة المعطيات التي يتلقاها مشفوعة بخطة محكمة لترويجها بشكل يتوافق وأهداف المصدر وحجم الحقد الجاثم على صدره اتجاه المغرب ومؤسساته الوطنية.
فَتَارَةً يحكي لنا عن مشاريعه الاستثمارية الواعدة التي فسحت له المجال للظفر بصفقة خط أزياء مشاهير وإعلاميي دولة كندا، وطَوْراً يُشَنِّفُ مسامعنا بغزوه قطاع تصنيع الأسلحة بتركيا، ثم خلال الأيام الأخيرة خرج علينا بأسطوانة جديدة تفيد اشتغاله كمدرس لغة انجليزية خاص لفائدة أبناء أخ الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، ما جر عليه وابلا من السخرية على المنصات الاجتماعية، داعين إياه ﺑ “ربط السلوقية شوية”.
وبحسب فيديو ساخر نشره يونس مسرار، صاحب قناة “الدحيح المغربي” فإن هشام جيراندو الذي تاهت خطاه وصار يتخبط يمينا وشمالا، لم يخجل من ادعاء انتمائه إلى ” عِلِيَّةْ القوم” وقت استقراره بليبيا وأن أخ معمر القذافي -الذي لم نسمع عنه من ذي قبل طبعا- كان يتقدم نحوه محملا بحقيبة مال خاصة بالصقور الليبية ويدعوه (في إشارة إلى هشام جيراندو) إلى أن يأخذ منها ما استطاب له من المال.
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول أن للمرء كامل الحق في أن يَعْتَدَّ بنفسه ويعدد إنجازاته -إن وُجِدَتْ طبعا- كنوع من التحفيز والتشجيع يبثه الناس الأسوياء والناجحين بحق لنشر سيرتهم العَطِرَة ومساراتهم الحياتية المميزة. لكن أن تُحَوِّرَ الحقائق وتبدل تاريخ الزعماء السياسيين بآخر من نسج خيالك الواسع، فذلكم مرض ما بعده مرض يسعى صاحبه لتضخيم أنَاهْ وتغذية شعوره بالحضور الدائم في المشهد. ولهشام جيراندو نقول ولك فيمن سبقوك إلى حرفة المعارضة الالكترونية غير مثال، ينتهي بهم المطاف بالتطاحن فيما بينهم والمغرب بمؤسساته ومسؤوليهم وشعبه لا يَبْرَحُونَ أمكنتهم، بل يمضون إلى الأمام.