مؤسسة جامعية بدون عميد واختلالات كبيرة في الإدارة والتسيير.. ماذا يجري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس؟

تعرف الأوساط الجامعية بمدينة فاس، منذ شهور، نقاشا عميقا حول مسألة تسيير بعض مؤسسات التعليم العالي بالنيابة، لما لذلك من تداعيات خطيرة على المردودية البيداغوجية والإنتاج العلمي والحكامة الجيدة في التسيير والتدبير.
وفي هذا الإطار، أكد بعض المهتمين بالشأن الجامعي، بالعاصمة العلمية للمملكة، في تصريحات صحفية متفرقة مع موقع “المغرب ميديا”، أن هناك تضارب في تحديد الأسباب التي تقف وراء عدم تعيين عمداء للكليات والإكتفاء فقط بنمط التسيير والإدارة بالنيابة، حيث أشاروا إلى أن الخاسر الأكبر في استمرارية هذه الظاهرة هو الجامعة المغربية في أبعادها ومستوياتها المختلفة، وطنياً ودولياً.
ولإبراز خطورة هذا الوضع على تسيير بعض المؤسسات الجامعية، وانعكاساتها السلبية على التكوين والبحث العلمي، أوضح ذات المتحدثين، أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تعرف اختلالات كبيرة على مستوى الإدارة والتسيير، وذلك بفعل شغور منصب العميد وأن من يقوم بالأعمال منذ حوالي سنتين هو عميد بالنيابة فقط.
وحسب تصريحات بعض الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، فإن كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس قد راكمت منذ تأسيسها تجربة هامة في مجال البحث العلمي بفضل دينامية أساتذتها الباحثين الذين انتظموا في بنيات بحث، وذلك في إطار إعادة هيكلة البحث العلمي بالجامعة، مما أسفر عن تكوين مختبرات وفرق بحثية في شتى حقول الآداب و اللغة و العلوم الإنسانية.
فيما أورد تقرير تقييم المنظومة الوطنية للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، أنه بفضل الإنتاج العلمي للأساتذة الباحثين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، استطاعت الكلية أن تحتل مكانة محترمة ضمن المؤسسات القليلة التي تجاوز أساتذتها الباحثون عتبة 50 % من حيث الإنتاج العلمي، لكن هذه الدينامية في الإنتاج العلمي عرفت تراجعا حاداً، وعلى جميع المستويات، خصوصاً في السنوات الأخيرة بعد أن أصبح منصب العميد شاغراً، مما جعل الكلية نموذجا للإفلاس البيداغوجي والانهيار العلمي.
ماذا يجري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس؟
وفي ذات السياق، وحسب الإحصائيات التي تم رصدها بالموقع الرسمي لكلية الآداب والعلوم والإنسانية سايس ، فإن واقع البحث العلمي بالمؤسسة يعاني من أزمة هيكلية، منذ سنة 2018 . وذلك بفعل شغور منصب العميد، كما أن الأرقام تتحدث عن تراجع كبير في المقالات العلمية التي يتم نشرها في المجلات العلمية المصنفة والمحكمة، مما أدى إلى تقليص ميزانية المختبرات إلى حوالي النصف، حيث حصلت مختبرات الكلية مجتمعة على 565.246 ألف درهم مقابل 1.057.802 درهم لكلية الآداب ظهر المهراز و 2.516.175 لكلية العلوم، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
ليس هذا فحسب، بل تعرف الكلية ضعفاً في الحركية سواء بالنسبة للأساتذة الباحثين أو طلبة الدكتوراه مقارنة بالمؤسسات الجامعية الأخرى على المستوى الوطني، إضافة إلى غياب تام لمصاحبة الباحثين في كل مراحل البحث العلمي، بدءا من الإعلان عن المشاريع البحثية الممولة وطنيا ودوليا، وصولا إلى مرحلة الإنجاز.
وفي الختام، أكد المهتمين بالشأن المحلي والجامعي، أنه يتوجب على رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تعيين عميد لكلية الآداب والعلوم والإنسانية سايس في أقرب الآجال، إضافة إلى التفكير في أنجع السبل الممكنة للنهوض بالبحث العلمي داخل المؤسسة ومضاعفة كل الجهود لجعله أكثر نجاعة وفعالية.