المعارض الجزائري أنور مالك: مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة مستقرة أمنيا وأزلام البوليساريو يروجون لحرب مفترضة من خلال بياناتهم الوهمية (فيديو)

بعيدا عن محتوى البروباغندا السياسية وما ترسخه من تشويه للحقائق في أذهان الشعوب، وبالتالي تستثمر ذلك في كسر شوكة دول بعينها وتأليب الرأي العام الوطني والدولي ضدها، خرج المفكر الجزائري أنور مالك، في مقطع فيديو جديد على حسابه بمنصة اليوتيوب يتحدث عن ما رأته عيناه خلال مٌقَامِهِ بمدينة الداخلة لمدة ثلاثة أيام.
وتبعا لذلك، أوضح المتحدث ذاته وبكثير من الإعجاب والتقدير، كيف كانت الإجراءات الجمركية بمطار الداخلة يسيرة وأكثر من روتينية، خلافا لما قد يعتقده المرء حينما تُحْشَى دماغه بأن الأمر يتعلق بمنطقة تشهد حرب ضَرُوسْ. فالمناطق التي تعيش على وقع الحروب، يتابع مالك، تتسم بمراقبة أمنية مشددة على كل وافد عليها، على غرار ما يقع في دمشق وحمص السوريتين. أما عن الجانب المغربي، فلم أعش تلك المشاهد بتاتا بمدينة الداخلة، جوهرة الصحراء المغربية، وفق تعبيره.
أما الجزائر المعسكرة عن بكرة أبيها، يضيف ذات المتحدث، يضطر المواطن إلى المرور على أكثر من مئة عاجز عسكري إذا قطع المسافة الفاصلة بين مدينة بالشرق والعاصمة، ناهيك عن المتاريس وشرطة المتفجرات المنتشرة بمطارات البلاد منذ التسعينيات إلى اليوم، يتأسف أنور مالك، بينما الأمر مختلف تماما بالمغرب حيث قطعنا ما يتجاوز ال350 كيلومتر بين الداخلة ومعبر الكركرات دون أن يعترض سبيلنا أي حاجز أو تصادفنا مع انفجارات أو أي شيء يوحي بأن البلاد في حالة حرب مثلما دَأُبَ أزلام البوليساريو على الترويج له من خلال بياناتهم الوهمية، يستغرب أنور مالك.
ولكل من يوالي الكابرانات ويحاول تكريس الكراهية بين المغرب والجزائر باطلا، شدد المفكر الجزائري على أن زيارته لمدينة الداخلة كانت كفيلة بالتأكد من أن مشاعر الضغينة إنما صناعة عسكرية فقط ولا وجود لها على أرض الواقع، حيث حضي باستقبال ومعاملة كريمة من لدن ساكنة المدينة التي برهنت له عن حبها واحترامها للشعب الجزائري. وحول تمتع المغاربة عامة وساكنة الأقاليم الجنوبية خاصة بهذه الخصال الرفيعة، يتابع مالك حديثه بالقول، أن المسألة نابعة من كون المغرب لا يخلط الأوراق أو يحشو أدمغة مواطنيه بقناعات بالية لن تنفعه في شيء، بخلاف العساكر الحريصين على غسل أدمغة الجزائريين من خلال اتخاذ المغرب عدوا لهم منذ نعومة أظافرهم.
وفيما يخص انتشار مظاهر الاحتقان الاجتماعي أو السياسي المزعوم، أكد المعارض الجزائري، أن الواقع لا يمت بصلة لكل هذه الأقاويل الجوفاء التي يتفنن النظام السياسي في الترويج لها عن جاره المغرب. لكن بموضوعية أكثر، تلاحظ بعض بوادر الغلاء المنتشرة أيضا في كافة بقاع العالم لكنها لا تصل البتة إلى تفجير الوضع الاجتماعي أو ما شابه.
وفي سياق متصل، يخلص أنور مالك، إلى أن ساكنة الأقاليم الجنوبية لا تعترف بخرافة تقرير المصير، بحيث يُجْمِعُونَ كافتهم على أن مصيرهم مقرر سلفا بكونهم مغاربة حتى النخاع، وكل من له يتشدق بالنزعة الانفصالية إنما لا مكان له بينهم.