طاحت الصمعة علقو لحجام.. الإعلام الفرنسي يتقي شر الصين المتجسسة عليه ويعلق أزماته الداخلية على مِشْجَبْ المغرب

أخلف الإعلام الفرنسي الميعاد مرة أخرى مع أبجديات المصداقية والحيادية باتهامه المغرب عنوة بواقعة التجسس عبر برنامج بيغاسوس الإسرائيلي الصنع. لكن، تجري الأحداث بما لا تشتهيه أقلام الماكينة الإعلامية الفرنسية المأجورة.

ففي عز التهم التي تتقاذف المغرب يمنة وشمالا إثر بروز هذه القضية، خرجت الوكالة الوطنية الفرنسية لأمن الأنظمة المعلوماتية عن صمتها إزاء الجهل المعلوماتي المستشري داخل كبريات الصحف الفرنسية.

وإثر ذلك، فضح مديرها العام غيوم بوبار، النوايا الخفية لبعض الجهات الفرنسية التي تسعى جاهدة لتلطيخ سمعة المغرب بواقعة التجسس المفترض، مؤكدا في هذا الشأن، أن فرنسا تواجه منذ مدة ليست باليسيرة، تهديدا خطيرا من قبل جهابذة اختراق الأنظمة المعلوماتية.

وتابع مدير وكالة “أنسي” في تدوينة تحذيرية عبر وسائط التواصل الاجتماعي: “تشهد الأنظمة المعلوماتية بفرنسا حملة هجوم واسعة وشرسة تتهدد الدولة ومختلف مؤسساتها”، ولا تزال “مستمرة”، بحسب ما نقله موقع “فرانس تيفي أنفو”.

واستنادا لما يشرحه أهل الاختصاص، يضيف المتحدث، فإن التهديد السيبراني الذي قد يأتي على الأمن المعلوماتي الفرنسي كاملا، يمكن إجماله في ثلاثة أحرف: APT (أي ما معناه تهديد مستمر ومتقدم)، وهو نوع من القرصنة معروف لدى الخبراء.

وتعليقا على هذه التحذيرات قال بينوا غرونيمفالد، خبير الأمن السيبراني: “إنه مزيج من البرامج الخبيثة والتقنيات والتكتيكات والإجراءات للدخول إلى نظام والاستيلاء على كافة المعلومات الخاصة به”.

وفي تفاصيل أدق، يشير مصطلح APT إذا كان مصحوبا بالأرقام إلى الجهات الواقفة وراء هذه الهجمات. وفي هذه الحالة، فإن فرنسا تواجه تهديدا جديدا من نوع APT 31.

وبتعبير أصح، فإننا أمام قراصنة السلطات الصينية، يقول بينوا غرونيموالد: “نحن نواجه منظمة شبيهة لما كان يمكن أن نعتبره في ما مضى مافيا يعمل موظفوها عن بعد معظم الوقت. ومن النادر جدا أن يلتقوا بعضهم البعض”.

وعليه، يشدد غيوم بوبارد، مدير وكالة “أنسي” أن التهديد السيبراني لا يزال قائما ومتمددا في أرجاء فرنسا، وقد يغرق كافة مؤسساتها إذا لم يتم التعامل مع الأمر بالجدية اللازمة.لهذا، فقد أصبح لزاما إطلاع الرأي العام الفرنسي على طبيعة التهديدات السيبرانية التي نواجهها وليس فقط أهل الاختصاص، يستطرد الخبير المعلوماتي غرونيموالد.

وغير بعيد عن هذا السياق، فقد عبرت الدول الغربية بالإجماع، يوم الثلاثاء 20 يوليوز، أي اليوم الموالي لتفجر قضية بيغاسوس، )عبرت( عن استنكارها لطبيعة الأنشطة الرقمية التي تقوم بها الصين. ومما لا يخفى على الجميع، أنه لطالما  وضعت فرنسا وحلفائها دولة الصين القوية تكنولوجيا تحت المراقبة.

وتأسيسا على ما سبق، ليس بغريب على فرنسا حكومة وشعبا قضايا التجسس، فلطالما تعرضت الأنظمة المعلوماتية لهذا البلد لوابل من الهجمات الرقمية المتطورة، دون أن تنبس ببنت شفة أو تقيم الدنيا وتقعدها. ربما فرنسا عرفت قدرها باكتشاف عدوها المتجسس وفضلت “تكمدها في قلبها”لأن لا حيلة لها أمام الصينيين عمالقة التكنولوجيا وآخر صيحات الاختراقات الرقمية.الأنكى من ذلك، لم نسمع عن تحقيقات قد فتحت أو حملة شجب قد انطلقت رغم أن الصين متهمة غير ما مرة بالتجسس على هاتف الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون.

لكن المغرب يسيل لعاب فرنسا وأقلامها المأجورة لأن الدوافع كثيرة وكثيرة لإطلاق حملة مسعورة ضده. فرنسا التي توقف بها الزمن عند حقبة الاستعمار لا تزال ترى في المغرب مستعمرة الإفريقية المكتنزة بالخيرات، وأي عنصر خارجي يقترب منها فهو تهديد صريح لمصالحها. فالاقتراب الأمريكي-المغربي والبريطاني في مقابل فتور أو لنقل تراجع فرنسا عن شَغْلْ واجهة المغرب، دفعها اليوم للتحرك في جميع الاتجاهات لإضعاف المغرب وعزله في محيطه الإقليمي والدولي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى