صحيفة “لوموند” الفرنسية وعقدة المغرب

لا حديث داخل دوالب مكتب جريدة “لوموند”، في الآونة الأخيرة، إلا عن كيفية إيقاع المغرب في تهمة أو فخ تجسس مبهم، هذا إن لم نقل خرافي، فيما بات يعرف بقضية البرنامج “بيغاسوس”، المطور من طرف الشركة الإسرائيلية “NSO”.
في غياب أي دليل قاطع على تورط المغرب في عملية التجسس والحملة المغرضة التي يتعرض لها البلد في الأيام الأخيرة، تصر الجريدة الفرنسية على إدانته، بناءا على تقرير كل من منظمتي “فوربيدن ستويرز” والعفو الدولية الذي اتهم المغرب بالتجسس على شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية.
فـ”لوموند” كانت أكبر حرصا على ترويج هذه الاتهامات، بالإضافة إلى كل “ميديابارت” وراديو فرنسا، حيث أنها لازالت تدعي أن الرئيس الفرنسي ماكرون وإدوارد فيليب و14 عضوا في الحكومة السابقة تعرضوا للتجسس دون تقديم ولا دليل واحد على إدانة المملكة المغربية، رغم تصريحات مسؤولين بشركة “NSO” الذين نفوا كل التهم الموجهة إلى المغرب وأنه لا يتوفر على البرنامج المزعوم.
آخر ما جادت به “لوموند” كان مقالا عن المدير العام لكل من الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، حيث عمد صاحب المقال على عمل بورتريه للسيد حموشي، كان الغاية ضرب هذه الشخصية عوض الاعتراف بالإنجازات التي حققها طوال مساره المهني، مستعينا بشهادات من أشخاص، قيل أنهم تعرضوا أيضا للتجسس بواسطة البرنامج الإسرائيلي في وقت سابق، ومن بين هؤلاء نجد اسم علي المرابط.
لا أعرف سببا يجعل من بلد كالمغرب يتجسس على شخص مثل هذا ويصرف عليه ملايين الدولارات سنويا من أجل معرفة ما يجول في خاطره. يكفي أن تنضم إلى صفحتيه في كل من تويتر وفايسبوك لتعرف أنه إنسان يحتاج إلى المراقبة من طرف طبيب نفسي، عوض التتبع من مؤسسة استخباراتية. فعلي المرابط يعتقد دائما أن النادلة في مقهى الحي والبارمان في الحانة يشتغلان مع DST لمراقبته وتتبع خطواته أين ما حل وارتحل. وليجعل من نفسه مهما فوق العادة، كان ضمن شهادته أن من يلاحقه اتصل بسيد اسمه عبد اللطيف بغية أخد التوجيهات. يا لا سخرية القدر…
يبدو أن الجريدة الفرنسية نسيت المناسبات التي كان المغرب وحموشي سببا في تجنيب فرنسا من وقوع أحدات إرهابية أو المساعد ة في الإمساك بإرهابيين فوق ترابها، حيث عمدت فرنسا في مناسبات عديدة على عدم ذكرإسم المغرب أنها ساعدها في ذلك، ما يكرس النظرة الاستعلائية لبلد “مستعمر”.
الجريدة الفرنسية ورغم الكل التصريحات بعدم توفر المغرب على برنامج “بيغاسوس” سواء من مسؤولي الشركة أو التي أكدها المدير السابق للمخابرات الداخلية الفرنسية، برنار سكوارسيني بأن المغرب ليست له مصلحة في التجسس على الرئيس الفرنسي أو غيرها، جعلا “لوموند” ترجع عن اتهاماتها الباطلة وحملتها التشهيرية ضد المغرب.
للإشارة فصحيفة “لوموند” خصصت في العشر أيام الماضية قرابة عشر مقالات حول قضية “بيغاسوس”، وتخصيص بعضها للمغرب، بعبارة أخرى عقدة المغرب.