الكوبل دنيا وعدنان الفيلالي.. حكاية زوجين تعامل معهما النظامين الفرنسي-الجزائري ك”مناديل ورقية” صالحة للاستعمال الواحد (كاريكاتير)

جالا خريطة الكون من إفريقيا في اتجاه آسيا ثم أوروبا لتَرْكُنَ بهما القافلة من جديد بالقارة الإفريقية، على أعتاب بلاد الكابرانات تحديدا، دون أن يُحْرِزَا إنجازا ملموسا أو انتصارا “حقوقيا” كما حَلُمَا به منذ أن انخرطا بسذاجة في حملات تهجم وتشهير في حق المغرب ومؤسساته، وكلهم يقين في أن يلتفت لهم المنتظم الدولي ويُنزل أقسى العقوبات على المملكة الشريفة.
وبكثير من “تخراج العينين” وسياسة “كبرها تصغار” استبشر الكوبل الفيلالي خيرا عندما وطأت قدماه التراب الفرنسي واعتقد أن الفرنسيس هم الِترْيَاقْ الموعود لكل داء، وأن أزمتهما المفتعلة مع الوطن إنما حلها في يد المخابرات الفرنسية التي تحركهما كيفما ووقتما شاءت كدمى تأكل بفمها الثوم لمضايقة المغرب.
ولأن التعقل والتروي مطلوب في هكذا مواقف لتبيان الأعداء من الأصدقاء، فقد تعامل المغرب بحكمة مع ما يحيكه أبناء الوطن من مكائد بمعية دول أجنبية تبدل الغالي والنفيس لتعثير عجلة البلاد، فتبددت الآمال وفرنسا الحَاِنقَة أيقنت أن لي الذراع بتبني العدميين لا يأتي أُكْلَهُ مع شريكها الاقتصادي الأول بإفريقيا، وأن الصورة وإن عُكِسَتْ فلابد لها وأن تعتدل ولو بعد حين لأن نماء فرنسا بُنِيَ ولا زال يُبْنَى على سواعد وثروات إفريقية وليس العكس. البؤس الحقيقي في كل ما يجري هو مآل هذين الزوجين لأنهما صدقا أن فرنسا “الديمقراطية” قد تمنحهما اللجوء السياسي في وقت تدوس فيه بالأقدام على أبناءها وترغمهم على العمل حتى بلوغ سن ال64 بموجب قانون تقاعد مجحف. والخلاصة بادية للعُمْيَان أكثر من المُبصرين لا خير يُرجى من بلاد دستورها قائم على شعار “الحرية والمساواة والأخوة” وشوارعها تسبح صباح مساء بحمد “الزرواطة” لِرَصْ الصفوف.
وحينما استوعبا الدرس واكتشفا أن غليان فرنسا الحالي لن يترك مجالا لبروز مناوراتهما، تفقدا بصيصا من الأمل مصدره الجزائر، حيث ينتعش نظام سياسي قائم هنالك على الضرب في الجار بغاية إلهاء الشعب الجزائري عن أزماته الداخلية المتنامية يوما بعد يوم. ومن هنا انطلقت خيوط حكاية الندوة المنشودة برعاية البتروغاز الذي حَرَّكَ مكنونات العقل الباطن لدنيا الفيلالي وجعلها تكتب إثر تدوينة بليدة “أقوم فقط بشرب المال” بدل “الماء” خلال إضرابها المزعوم عن الطعام. وإلي اليوم نتساءل عن مصير الندوة التي تحسسنا منها كمغاربة وصرنا نتراهن فيما بيننا حول مضمونها المحتمل؟؟ وإلى ماذا يصبو الفيلاليون من خلال الترويج لها؟؟ ثم الدخول -زعما- في إضراب عن الطعام وبمكان خاص حتى يتأتى لهما التهام ما لذ وطاب بعيدا عن أعين الناس وعدسات الكاميرات.
وبالموازاة مع إضرابهما، تتكلف أبواق قصر المرادية ببسط تغطية إعلامية في المستوى تليق بزوجين هاربين من العدالة لفظهما العالم وتبنتهما الجزائر لغرض في نفسها صار مكشوفا للجميع. وفي المحصلة تبقى النعمة الوحيدة التي يجنيها المغرب من تحركات المعنيان بالأمر هي كونهما يكشفان له الأعداء المتخفين في ثوب الأصدقاء. ويبقى السؤال المطروح بعد أن يستغني عنهما السعيد شنقريحة بدوره، من الصديق العدو المقبل؟!!!.