الكابرانات يطوقون الوضع.. “حركة تحرير جنوب الجزائر” تنفذ عمليات عسكرية ضد الجيش ومسؤول أمني بارز يفضح مسرحية الانتخابات الرئاسية (وليد كبير)
تعيش حدود الجزائر مع مالي على صفيح ساخن هذه الأيام، يقول المعارض الجزائري وليد كبير، الذي تناول بالشرح والتعليق ما أعلن عنه تنظيم “حركة تحرير جنوب الجزائر” إثر مقتل 16 جندي جزائري على الحدود المالية، بعدما نفذت عناصرها سلسلة عمليات عسكرية ضد مواقع للجيش الجزائري على طول الحدود المذكورة.
وفي هذا الإطار، يتابع ذات المتحدث، أعلنت حركة تحرير جنوب الجزائر عن تنفيذها سلسلة عمليات عسكرية استهدفت مواقع محددة تابعة للجيش الجزائري على طول الحدود المالية.
وقد أسفرت هذه العمليات عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف الجنود الجزائريين في تلك المنطقة، وفقا لتقديرات مؤقتة نقلتها مصادر محلية من بلديتي تيمياوين وبرج باجي مختار.
ولأن الوضع ليس بالمطمئن، يوضح وليد كبير، سارع السعيد شنقريحة، لنشر كتيبة مجهزة تقنيا من القوات العسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة لتعزيز القواعد العسكرية الموجودة في جنوب البلاد.
وكما لا يخفى على أحد، يشير ذات المتحدث، القيادة العسكرية في غاية التوجس لأن المنطقة الجنوبية بالجزائر تشتهر على مر التاريخ بحركات التمرد والاحتجاج، بفعل تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وكذا السياسية. كما وتعكس هذه الأحداث التحديات التي تواجه المنطقة، ولاسيما في مجال التنمية وحقوق الأقليات ونظام الحكم.
ويبدو أن البلاد أصبحت تتقاذفها الاحتجاجات والحركات المطالبة بالاستقلال من فرط الأزمات والهزات الاجتماعية المتعاقبة واستمرار الكابرانات في تقرير مصير الشعب الجزائري ضدا في الصناديق ومبدأ الديمقراطية القاضي بإرساء دعائم دولة مدنية وليست عسكرية.
وفي موضوع آخر، وجه الصحافي الجزائري وليد كبير سهام نقده إلى جيرارد أرود، السفير الفرنسي السابق المعتمد لدى الأمم المتحدة، كونه اتهم المغرب بابتزاز فرنسا في قضية الصحراء المغربية، بعدما كانت باريس من أكبر الداعمين له في القضية”، بحسب زعمه، مضيفا أن الموقف الأمريكي من ذات الملف أثر على العلاقات المغربية- الفرنسية، إذ غير إعلان ترامب اعتراف بلاده بمغربية الصحراء موقف الرباط من باريس بشكل كامل”.
وتعليقا على موقف المسؤول الفرنسي السابق، شدد وليد كبير على أن المغرب لن يقبل ازدواجية المواقف الفرنسية وجنوحها نحو الغموض، داعيا إياها إلى تبني موقف نهائي وواضح بشأن ملف الصحراء المغربية.
وحول مسؤولية فرنسا مما عاشت وتعيشه منطقة الصحراء، ذكر ذات المتحدث، بأن باريس لها مسؤولية واضحة في قضية الصحراء المغربية، إذ هي من سهلت الاستعمار الإسباني للأقاليم الجنوبية، ولولا ذلك لما حدثت مجموعة من التشعبات السياسية التي تزال مستمرة في الزمان والمكان. وأي حديث عن الابتزاز، فهو من الجانب الفرنسي، ولا أدل على ذلك أكثر من أزمة التأشيرات الممنوحة للمغاربة بكثير من العنصرية والاستهداف المتعمد.
وبالعودة إلى الجزائر، توقف وليد كبير عند صراع الأجنحة داخل المؤسسة العسكرية وضحاياها القابعين بسجون النظام، في مقدمتهم مدير الأمن الداخلي السابق واسيني بوعزة المدان ﺑ 16 سنة سجنا، المتابع بعدة تهم ضمنها محاولة تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2019 لصالح المرشح ووزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي.
وباعتباره الذراع الأيمن للقايد صالح الذي استقدمه منذ انطلاق أولى شرارات الحراك الشعبي، يؤكد وليد كبير، أن المسؤول الأمني المعزول واسيني بوعزة اعترف على رؤسائه الاستخباراتيين بأنه كان ينفذ تعليمات القايد صالح بخصوص دعم المرشح ووزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي للظفر برئاسيات 2019، ما يعني أن الحياة السياسية الجزائرية هي شأن استخباراتي- عسكري محض، يتوخى من خلاله النظام الحاكم استقدام من يخدمون مصالحه وينصبهم رؤساء على الشعب الجزائري دون إرادته، يخلص ذات المتحدث.



