عمر الشرقاوي يكتب: الأمن يهزم نظرية القط الميت

تفاعلا مع “عملية اليونان” النوعية التي وفرت فيها المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني معلومات استخباراتية دقيقة حول قيادي بارز بتنظيم “داعش” الإرهابي، يحمل الجنسية المغربية، أبرز الأستاذ الجامعي، عمر الشرقاوي، في مقال افتتاحي في يومية “الأخبار” في عددها الصادر يوم الجمعة 30 يوليوز، دلالات هذه العملية.
وفيما يلي نص المقال:
“قدمت المصالح الأمن المغربي، وتحديدا المديرية العامة للدراسات والمستندات والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، معلومات ثمينة للسلطة اليونانية أسفرت عن الإطاحة بصيد إرهابي ثمين، واعتقال شخص يحمل الجنسية المغربية، يشغل مناصب قيادية في الكتائب العملياتية لتنظيم “داعش” الإرهابي بالمعاقل التقليدية بالساحة السورية.
في الحقيقة ليس هناك من رد قوي وحرفي تجاه التقارير المشبوهة المليئة بالأكاذيب التي كشفت الأحقاد الدفينة للبعض ضد إنجازات مؤسساتنا الأمنية سوى مثل هاته “الخبطة الأمنية” التي ترد بالأفعال لا بالاقوال، لذلك إذا أراد اي كان أن يعرف قيمة المؤسسات الأمنية المغربية والخدمات الجليلة التي تسديها للوطن والعالم، فلا ينبغي ان يصغي إلى ما يقوله العدميون وتجار المآسي وخدام أجندة الفتن داخل الدول، بل إلى ما تفعله هاته المؤسسات من أدوار طلائعية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين من خطر الإرهابي.
لقد تبين ان الهدف الحقيقي من إستراتيجية استهداف المغرب واتهامه بالتجسس على رؤساء دول ومسؤولين ديبلوماسيين دون دلائل، هو جعل الموضوع مادة إخبارية رئيسية، وحشر المغرب في الزاوية الضيقة، وبالطبع سخرت لتلك الحملة المعادية الصفحات الاولى من الجرائد “كبرى”، والأخبار الرئيسية لبعض القنوات وبيانات بعض المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان لجعل هذه العملية خدعة فعالة للغاية، والسعي إلى غرس الاتهامات في ذهن الرأي العام الوطني والدولي بطريقة مؤثرة، حتى يصعب تغييرها.
لكن استراتيجية “القط الميت” لم تحقق اغراضها المشبوهة، فالاستراتيجية التي تقوم على رمي الدول ومؤسساتها بوابل من الاتهامات الباطلة بشكل مفاجئ ومطالبتها بالاعتراف بذلك، كما تسقط فجأة قطة كبيرة ميتة على الطاولة، من مكان مجهول، باءت بالفشل الذريع ومحاولة تضخيم الحدث المفبرك بواسطة الاعلام والمنظمات الحقوقية وتحويله الى قط ميت من الحجم الكبير ، حيث يجلب انتباه الناس عن كثير من القضايا الهامة ويصبح نقطة محورية للنقاش الحاد يشترك فيه الجميع اعطى عكس مفعوله، وتحولت تلك الاتهامات في بضعة أيام بفعل الاحتضان الشعبي للمؤسسات الأمنية الى فأر صغير في حفرة عميقة يتم ردمها بالعديد من الانجازات الاستخباراتية على أرض الواقع.
فالرأي العام المغربي حينما تلقى حملة التضليل ضد مؤسساته الأمنية، والتي رأى فيها مخططا منافياً للواقع وللادوار التي تقوم بها تلك المؤسسات في حماية حياته وممتاكاته الفردية والجماعية، لم يقل فقط إن ذلك مجرد أكاذيب ومؤامرات، بل نظر ما وراء تلك الافتراءات وتساءل عن مقصدها الحقيقي المتمثل في زعزعة أمنه واستقراره، ولذلك كان رده حاسما في هدم كل الادعاءات والمزاعم، بل تحول الاتهام الى مزيد من الاعتراف الدولي بما تقدمه المؤسسات الأمنية المغربية كان آخرها الاطاحة بقيادي ارهابي كان بامكانه ان يعرض حياة اليونانيين لخطر داهم.
واليوم ترد المؤسسات الأمنية بما يكفي من القوة والكفاءة الاستخباراتية على مزاعم بعض الدول الأوربية التي يقلقها تنامي الدور المغربي، بانقاذ دولة أوربية من ويلات الارهاب دون ان تنتظر جزاء ولا شكورا”.