تجاوزهم الزمن بكثير.. أجندة ملكية مليئة بالنشاطات الرسمية وصحافة العسكر لازالت تخوض في الأحوال الصحية للملك محمد السادس (هشام عبود)

وكأن الجزائر انفرجت كافة أزماتها وصارت أبواقها الإعلامية المأجورة تعاني من الفراغ ولا تجد من مادة دسمة تأثث بها صفحات جرائدها ومواقعها الالكترونية غير المغرب وملكه محمد السادس. هذا الطرح تعززه الخرجة الأخيرة التي قام بها المعارض الجزائري هشام عبود، معلقا على هوس نظام العسكر بكل ما يخص المغرب. وآخر ما جادت به قريحته هو الانشغال بصحة عاهل البلاد محمد السادس، صاحب الأجندة المليئة بالنشاطات الرسمية واللقاءات العملية المثمرة، يؤكد ذات المتحدث، بخلاف نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، المختبئ كالجرذان في غارها “قصر المرادية” في انتظار التعليمات العسكرية التي تحدد له الصلاحيات والتحركات وفق أهواء شنقريحة ساكن الثكنات.

ولو أن إعلام النظام الجزائري في شخص ممثلته صحيفة “كل شيء عن الجزائر”، تسعى جاهدة لتغيير ملامح الواقع ونكرانه إن اقتضى الحال، يتابع ذات المتحدث، إلا أنها لا تستطيع البتة تعميق الإحساس المزعوم بغياب الملك محمد السادس عن المغرب لدواعي صحية، في وقت ترأس فيه منذ يومين على الأكثر، مجلسا وزاريا انقضت أشغاله باستقبال الشابين المغربيين صاحبا مشروع السيارات الهيدروجينية والعاهل في أتم الصحة واللياقة. ناهيك عن تحركات أخرى قادته إلى تدشين مستشفيين في كل من الدار البيضاء وطنجة. وقبل هذا وذاك، يستطرد هشام عبود، تابع العالم بأسره كيف تفاعل عاهل المغرب رفقة شعبه مع تألق أسود الأطلس خلال كأس العالم 2022 بقطر، ثم خصهم باستقبال كبير وعلامات العافية تبدو على محياه، ثم واظب على حضور سلسلة الدروس الرمضانية الأخيرة. وهنا يطرح السؤال عريضا: أين تتجلى علامات تراجع صحة عاهل المغرب في وقت لا تخلو أجندته من النشاطات الرسمية؟ وما المثير بالنسبة لأبواق نظام العسكر في صحة الملك محمد السادس حتى ينشغلوا بها حد الهوس؟ وهل دنانير السعيد شنقريحة تسيل لعاب الصحافة الصفراء بالجزائر غاية اختلاق الشائعات حول صحة قادة وزعماء الدول المجاورة؟.

وفي المحصلة، دعا هشام عبود صحافة بلاده الفاسدة إلى أن تحول البوصلة صوب عبد المجيد تبون الغائب والفاقد للأهلية تماما في إدارة شؤون الجزائر، بدلا من الخوض في شؤون الملك محمد السادس. إن غاب مسلوب الإرادة تبون عن الجزائريين، فهذا لا يعني بالضرورة أن البقية من القادة والزعماء المجاورين، وفي مقدمتهم المغرب، قد يسلك نفس المسار المعبد بتعليمات العساكر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى