انفتاح المؤسسة الأمنية على الفضاء الإعلامي لايجب أن يكون محطة لتصفية حسابات شخصية ضيقة

كأي حدث أو تظاهرة ناجحة، لا يمكن أن تحظى فقط بالإشادات والتنويهات. بل، لابد أن ينالها نصيب من الانتقادات وملاحظات وهذا أمر محمود وطبيعي.

لكن ما ليس طبيعيا وما يمكن أن نعتبر أنه يندرج ضمن سوء النوايا، هو عندما تكون الملاحظات عبارة عن تهجمات أو تأويلات خبيثة، الغرض منها التشويش عن نجاح التظاهرة وتبخيس ما حققته.

مراد هذا الكلام هو ما تم الترويج له من طرف بعض الأطراف الصحفية على هامش الدورة الرابعة من الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني التي انطلقت قبل أيام بمدينة فاس، حيث تم نشر مقال يجلد فيه زملاءه الصحفيين الحاضرين في هذا الحدث المميز، والأكيد أنه يستنتج من هذا المقال أنه مجرد ”قليان السم” بين الصحفيين لا أقل ولا أكثر.

لكن الغريب، لماذا صاحب هذا المقال اختار بالضبط استغلال هذا الحدث المميز من أجل الصراع والتنافس على أمور لا تسمن ولا تغني من جوع؟ هل سيرى صاحب المقال ان استبعاد المديرية العامة للأمن الوطني لدعوة الصحفيين أمرا مقبولا وطبيعيا؟! بل على العكس سيقوم بكتابة مقال كل انتقاد لذات المديرية.

الأكيد أن أمثال هؤلاء الصحفيين لا ينتمون إلى الصحافة الجادة، التي تنتقد بغيرة وبوطنية صادقة نابعة من القلب وبدون خلفيات، وبين أخرى تنوه وتشيد بالإنجازات والمكتسبات.

فمن حق أي مؤسسة أن تعرض منجزاتها وتنفتح على المواطنين كما هو شأن المديرية العامة للأمن الوطني، التي عملت على كسر جميع الحواجز من أجل تقريب هذه الإدارة للمواطنين وجعلتها مرفقا عموميا، حيث جعلت من هذا المرفق فضاءا تقدم من خلاله حصيلتها ومشاريعها، وهو ما يجعل الصحفييين من الجانب الأخلاقي يأخذون فكرة عن التوجهات والسياسة العمومية لهذه المؤسسة.

من جانب آخر، فإن السيد عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، دائما ما يظهر إنفتاحا كبيرا لجميع فئات المجتمع المدني، ويلبي طلب أي شخص عبر التقاط الصور بشكل عفوي وتلقائي، هذه المسألة لا يمكن ربطها مع انتقاد المؤسسة الأمنية، لكونها لا يمكن أن تكون مانعا من النقد.

لا يقدر السياسة التواصلية للمديرية العامة للأمن الوطني إلا من اختبر مخاطرها وحساسيتها وصعوبتها، ومع ذلك فوازع الواجب المهني وهاجس جعل القطاع الأمني قطاعا مواطناتيا منصهرا ومتفاعلا ومستشعرا لنبض المجتمع أدى بهذه المؤسسة الأمنية إلى جعل التواصل مرتكزا لإدارة أمنية حديثة، والأكيد أن انفتاح هذه المؤسسة يميزه الوضوح والتواصل الدائم الذي يستحسنه المغاربة.

وفي الأخير، فإن مسؤولي هذه المؤسسة على وعي تام بأن لهذا الانفتاح له جوانب إيجابية وأخرى سلبية، هذه الأخيرة هي من تتيح الفرص للبعض من أجل المساس الغير المفهوم للإدارة الأمنية كما هو حال هذا المقال اللامهني الذي لا يقدر أبدا مجهودات هذه المؤسسة التي تعمل على بناء الثقة مع المجتمع بمختلف أطيافه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى