فيديو: الجزائر محتضنة النسخة السابقة للقمة العربية تتخلف عن حضور النسخة الجديدة بالسعودية بسبب المغرب ودوافع أخرى (وليد كبير)
نظام العسكر لم يسمح لممثله أمام الشعب الجزائري عبد المجيد تبون، أن يطير إلى جدة لحضور أشغال القمة العربية الـ23 بالسعودية اليوم الجمعة، ظنا منه أن التخلف عن الحضور هو جواب شافي وكافي عن الصفعة التي أمطرهم إياها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حينما امتنع، مستهل نونبر المنصرم، عن حضور النسخة السابقة من القمة المنعقدة في الجزائر. لكن، يقول المعارض الجزائري وليد كبير، فغياب تبون عن أشغال القمة العربية إنما راجع بالأساس إلى خلاف داخلي بالجزائر وتضارب المهام والصلاحيات. ففي ظل القيادة العسكرية، لا كلمة تعلو على كلمتها وما على تبون وسابقيه أو حتى من سيخلفونه مستقبلا إلا الإذعان والتسليم بأن الجزائر دولة عسكرية بامتياز.
وفي وقت تنتظر فيه المنطقة العربية من الجزائر محتضنة النسخة السابقة من القمة العربية، يتأسف الناشط الجزائري وليد كبير، أن تثبت حضورها وتظهر بمظهر يليق بدولة عربية تحترم نفسها وتفي بالتزاماتها اتجاه الشركاء والأشقاء، اختبأ عبد المجيد تبون في جحره قصر المرادية تطبيقا للتعليمات الصادرة عن العساكر. ولتخفيف وطأة التصرف المنافي للأعراف الدبلوماسية، يتابع ذات المتحدث، أوفد تبون وزيره الأول أيمن عبد الرحمان الذي يعتبر مجرد ديكور لتأثيث المشهد العربي وأخذ صور تذكارية مع القادة والزعماء العرب فقط. أما التأثير الجزائري في مجرى القمة ومخرجاتها يكاد ينعدم، والدليل حضور سوريا ممثلة في رئيسها بشار الأسد. يوم غابت الجزائر دخلت سوريا من جديد البيت العربي، وهنا يتضح جليا أن هذه العودة كان ورائها اتفاق أبرمته المملكة العربية السعودية مع إيران، وما كانت تسعى بلاد الكراغلة لترويجه كونها لعبت دورا في حلحلة ملف عودة سوريا إلى الحضن العربي إنما محض “كلام جرايد”.
وفي سياق متصل، شدد ذات المتحدث، على أن نظام العسكر يتحاشى ما أمكن أي تظاهرات دولية من شأنها أن تضعه في مواجهة مباشرة مع المغرب، لاسيما وإن كان لمنظمي التظاهرة، على غرار القمة المذكورة، نوايا محتملة لتحريك المياه الراكدة في العلاقات المغربية-الجزائرية التي جمدها النظام الجزائري.
أضف إلى ذلك، يشير وليد كبير، نظام الكابرانات حرك أبواقه الإعلامية لمهاجمة ولي العهد السعودي بسبب توجيهه دعوة رسمية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور أشغال القمة العربية، مما يتعارض ومصالح قصر المرادية الذي تربطه علاقات إستراتيجية مع روسيا ويتوجس من تأثرها إذا ما جالس الجانب الأوكراني على نفس طاولة القمة.
وفي المحصلة، يذكر ذات المتحدث، بأن سياسة التعنت التي ينتهجها نظام العسكر في علاقاته اتجاه جاره المغرب ترخي بظلالها على مكانته بالمنطقة العربية وتزيده عزلة دولية أكثر فأكثر، حتى صارت المملكة عُلْقُمًا في حلقه يتخذ من أجله كافة السبل والحيل لتفاديه، وإن اقتضى الحال التغيب عن أهم اللقاءات والمحافل الدولية. والحال كذلك، دعا المتحدث الجزائري نظام بلاده إلى التحلي بالشجاعة والانسحاب نهائيا من كافة الهيئات العربية، على غرار جامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي طالما لا يسجل حضوره ولا يشكل للعرب إلا نقطة عثرة في مسلسل توحيد الرؤى والمضي قدما بالمنطقة العربية نحو خلق سوق عربية حرة.
وفي موضوع آخر، تطرق وليد كبير إلى ما نشرته صفحة مكتب الجزيرة بالجزائر على منصة تويتر بشأن التخصصات العلمية الأكثر طلبا ودراسة من طرف الشباب العربي، مرفقا برسم بياني لخرائط الدول المعنية، بما فيها خريطة المغرب متضمنة لصحرائه، في وقت لا تستطيع فيه الكابرانات أن تنطق بكلمة في هذا الصدد.